سنذكر هنا بإذن الله تعالى نبذة قصيرة عن الشيخ حسن البنا ، وسننقل شيئا من سيرته باختصار ، والقصد هنا ليس لدراسة سيرة الشيخ حسن البنا ، بل هو دراسة لمرحلة مهمة من تاريخ المسلمين .
وكثيرا ما وقع المسلمين في انتكاسات وهي قد حيكت لهم على مر عصور وأجيال وبتخطيط خبيث دقيق ، وحين تحين اللحظة ويتربصون بنقطة ضعف فيبثوا كيدهم ومكرهم ، ويظنون كأنهم ضربوا الاسلام في مقتل ، ولكن الاسلام صرح شامخ وفيه رجال غيورون ، فتهب شخصيات إسلامية فذة لها بصيرة وعلم وأيمان قوي ولا يغرهم ولا يخدعهم مكر السوء والهش والآفك ، فيهب هؤلاء العلماء لانقاذ عامة الناس من المخطط السيء والكيد الخبيث ، فيظهرون للناس ويبينون لهم الحق عن الباطل ويبرزون رفعة الاسلام وحكمته وهدفه النبيل ، ويظهرون لهم الكيد والمكر السيء الذي حيك للإسلام والمسلمين .
وقد ظهر أمثال هؤلاء على امتداد العصر الاسلامي .
وأول ما نذكر من الهجمات الخبيثة لحرب الاسلام والتجني عليه ، وحرب الرحمة للعالمين فنذكرأولا حروب الردة ، ومسيلمة الكذاب ومن شابهه ، فكان الصديق رضي الله عنه هو البطل الصامد ورجل تلك المرحلة ، ولولا حزمه وايمانه العميق لحدث شرخ وتراجع في الاسلام !
فرضي الله عنه فقد كان له فضل عظيم ومعه جيل من الصحابة والتابعين المخلصين .
ثم ظهرت فرق تنكر الحديث فقام لهم رجال أمثال سفيان الثوري ورجال الحديث حتى قمعوا ضلال اولئك الخبثاء ، وظهرت التشيع وانتشر ضلاله وكذبه وتدليسه فتصدى لهم شيخ الاسلام وجمهرة من العلماء لهذه الموجة الخبيثة .
وفي عصر سابق انتشرت فلسفة الاغريق وكلامهم المخادع المزخرف والذي يدور في حلقة مفرغة ، فتصدى الامام لهم الغزالي وبين للناس عيوب تفلسفهم العقيم ، وكان بمثابة سد لصد تلك الافكار التي روجها أعداء الاسلام ، وكاد الغزالي نفسه أن يغرق ولكن الله أنقذه .
ثم جاء التتار فقام سلطان العلماء العز بن عبد السلام فشحذ همة الأمة ، ورد الأمور إلى نصابها ، حتى عد(وهذا من الحق والشرع) فعد أمراء المماليك أنهم ملك للدولة وأنه يجب أن يدفع اثمانهم لبيت مال المسلمين ، وهذا قبل أن يُجمع المال من عامة المسلمين وكي يُدعم الجهاد ضد التتار المتوحشين ، وهكذا جهز قطز رضي الله عنه وعن كل المؤمنين وعلمائهم جيشا ملئ بالحق والعقيدة ، ثم زودوه بالسلاح والعتاد ، فأنتصر المسلمون في اعظم ملاحم التاريخ وأشرسها وعلى قوة خوفت الناس على شتى انتمائهم وفتكت بهم ، ولولا شجاعة المسلمين لسادت البربرية العالم ، ولمكث المغول في عنفوان التوحش دهرا طويلا ، ولكن المسلمين كسروا شوكة توحش المغول وهمجيتهم ضد الناس جميعا ، وحتى ضد المغول أنفسهم ،وأذهب الله غيظ قلوبهم(أي التتار والمغول) ودخلوا في دين الله أفواجا .
ثم كانت الحروب الصليبية الدائمة على ربوع المسلمين ، وتصدى لها أبطال كثر وعلماء أفذاذ ، فتوقفت الحملات الحربية .
ولكن بعدها فقد تكون عند الصلييين حرب فكرية وغزو فكري ضد المسلمين .
والحرب الفكرية كانت هدفها طعن الاسلام من الداخل وتشويهه ، ثم كان من الكيد العبث والنقد اللاذع للخلافة في عقر دارها (الاستانة وتركيا اليوم)حتى تكونت أفكارا علمانية داخل الجسد التركي العثماني ، وكانت قد اصبحت فرنسا وبريطانيا ودول أخر أوروبية قوى عالمية ، وقفزت أوروربا قفزة علمية ، فاستغلتها وهذا كي تحط من قدر الاسلام والمسلمين والدعاية للتغريب المغلف بالعلم المادي ولكنه محشو بالانحلال الخلقي ، وقد انصاعت الخلافة العثمانية لبعض شروط أروربا وعلمانيتها ،وما يدّعون أنه اصلاحات ، وغدت الخلافة العثمانية تسمى بالرجل المريض ، وما عادت لتقوى أن تقف أمام بهرجة الغرب وأمام سلطانها الدنيوي بما اكتسبوا من وسائل ، واكتملت خيوط المؤامرة على الاسلام بما ملك الغرب من تقدم في الوسائل كانوا قد تعلموا أسسها عن المسليمن ، واكتملت خيوط المؤامرة بالغزو الفكري والسيطرة على قلوب ناس مسلمين قد استهوتهم دنيا الغرب ، ثم كانت حرب شعواء على تشويه الاسلام .
فاكتملت خيوط المؤامرة في بداية القرن السابق ، وتضافرت جهود أوربا من جميع الاتجاهات ، من قوة عسكرية وتقدم ملموس في الوسائل وبم جندوا من علمانيين مسلموين إسما ، ثم وفي هذه الحرب المستمرة على الاسلام ، والتي في هذه الحقبة تمثلت بدءا بحرب فكرية وزرع الاكاذيب بين الناس عن الاسلام ، ثم وصم الاسلام بالتخلف .
فكانت ثمرة الكيد الغربي بسقوط الخلافة العثمانية والتي كانت قد تضعضت بسبب بُعد بعض ولاتها عن الاسلام ، ثم انبهارهم ببعض مظاهر الغرب عن جواهر الاسلام .
فسقطت الخلافة وعلى يدي رجال من قلب الدولة ! ومن رجال مسلمين(أتراك) الذين طغت على قلوبهم اروربا ودنياها الخادعة ، فهم انخدعوا بقشور وضاعوا بها وحادوا عن الجوهر والنفيس .
فكان لهذه المرحلة رجال ثاروا وغاروا على دينهم ، دين الاسلام ، وكان هؤلاء علماء مبصرون فشمروا ذراعهم لرد كيد الكائدين وفضح الدجل والكذب الذي وصمه به أعداءه وأرادوا من ذلك نزع المسلمين من دينهم .
فتصدى رجال أمثال حسن البنا لهذه الحملة المسعورة ، ولو لم يكن لحسن البنا فضل سوى ذلك ، لكفاه فخرا كبيرا وأجرا عظيما .
وحسن البنا كان من رجال الدين ، ومن رجال الغيرة على دين الله تعالى ، وكان من الزهاد والذي لم تغره دنيا قبيحة ذميمة ، بل رأى الجواهر في الحق ، وما غره ثياب مزركشة القوها على عجوز(وهي الدنيا)!!
بل حسن البنا ولحبه لله ولرسوله
، ولعلمه لحقيقة الاسلام فقد علم حقيقة الدنيا وما غرته ، بل رأى في الزهد بالدنيا جنة لا تقدر بثمن ! ولها فقد قارب فترة ما ! حركات صوفية وليس حبا في بدع الصوفية (وحاشاه)، ولكنه بغضا للدنيا وأصحابها الخبثاء ، وحبه للورع والزهد والتقرب من الله تعالى ، فنراه قد قارب بعض تلك الفرق ليس حبا في شكليات وبدع ولكنه زهدا في الدنيا وتذللا بين يدي الله تعالى ، و والبعد عن الدنيا واصحابها وفتنها ، وغيرة على الدين .
فنرى في سمة بعض التصوف عند البنا حبا في الانخلاع من ربقة الدنيا وخبث أصحابها وفيها حب وغيرة على الاسلام .
ونحن هنا وكما تعلمون لا نؤيد الصوفية وما بني عليها من بدع ، ولكن الدين حث على الزهد في الدنيا وعدم التعلق بمتاعها ، فكان حسن البنا رحمه الله تعالى من الرجال الذين أرادوا الرجوع لأصالة الدين وعدم التعلق بالدنيا ، فهو أحب التصوف صغيرا لأنه كان حينها يمثل التفرغ للدين دون النظر إلى الدنيا ومع الرغم من أن من أهداف التصوف التي يزرعها الضالون هو فصل الدين عن الحياة !! فرب هذه الضارة(فصل الدين عن الحياة) في تلك الفترة الحالكة كانت نافعة ، فحسن البنا رحمه الله تعالى أراد الرجوع إلى الدين المحض ولو خالطه بعض طقوس يفعلها الكثير بحسن نية .
وشمر البنا ذراعه لنصرة الاسلام والمسلمين ، ولنصرة الدين ، فصار يتجول بين تجمعات المسلمين مقاهيهم ويدعو الناس إلى الثقة بالاسلام ، ويدعوهم ويظهر لهم محاسن الاسلام ونوره العظيم وحكمه وأمره الرشيد وأنه اصل كل خير ، ويبين لهم دجل أعداء الاسلام والذين يريدون تشويهه ، وبين لهم أن لاسلام هو رفعة للإنسانية ، وهو الذي يضع الناس في الانسانية الحقة .
فقام حسن البنا ورافقه مسلمين وعلماء قد أحزنهم ما يكاد للإسلام فقاموا يبثون الحياة في نفوس المسلمين ويرجعونهم لثقتهم بدينهم ولعقائد الحق .
وكان حسن البنا مثال الرجل الخلوق ، والرجل الي أهمه الدين ونصرته ، ولو كان قد جنح لفرقة صوفية فهو ليس لهدف الجهال الذين يعبدون الطقوس ، ولكن الرجل كان فيه نزعة زهد في الدنيا وقرب من اللدين والتجرد لله تعالى ، فلم يبدر منه جهالات المتصوفة ، ولكن هدفه حاشاه نزع الدين عن الحياة ، فكان حسن البنا رجلا أعاد المسلمين لدينهم واعاد لهم ثقتهم في دينهم ، في محنة أراد منها الشر هدم الدين وطمس معالمه ، وتدخل سفراء دول كبرى لدى حكومة نصر لحرب حسن البنا وما بنى من رجال وعزة داخل المسلمين ، فلولا صدق دعوته وخطرها على أعداء الدين لما هبت تلك الدول وبعدما لاحظت فشل خططها .
ولو قال قائل أن للإمام حسن البنا أخطاء ، فهي أولا لم تكن بنية البدعة أو العد عن الدين حاشاه ، ولو كانت له أخطاء يعدها الناس اليوم اخطاء فله فضائل وعمل كبير قام به وتصدى لهجمة خبيثة لو أنه تغلغت كثيرا لكانت نتائجها أشد من ذلك .
ولكن ذلك الرجل الفاضل قام بعمل قوي وصادق ، ولو كانت له أخطاء لا تعد ومنها حسن نية للدين ، فلا يخلو إنسان من خطأ ، غير من عصم الله من أنبياء ، والمسلم يحتاج لروحانيات ولكن بغير بدع قد تشط وتكبر وتبعد المسلم عن جوهر الدين .
وكان حسن البنا رحمه الله تعالى من الرجال الذين أرادوا الدين خالصا وأرادوا له العزة ، فهو وإن كان تجرد مع قوم في لحظات عن الدنيا فهو حبا في الدين وانغماسا ببعض روحانيات قريبة جدا لأهل اللسنة والجماعة ، وتكاد تكون نفسها ، لولا أمورا لا بأس بها ، ولكن الاجدر بالمسلم أن يدع ما لا بأس به خوفا مما به بأس .
وكان حسن البنا مثال الرجل الذ طلق الدنيا وتجرد للدين نصرته ، وهو ممن عملوا لجوهر الدين الحق ونصرته ، وتللك الأمور التي غذت نفسه غي زمن غربة من الدين فهي ليست لوحه الطقس المبتدع أو الذ لاباس به بل لوجه بغض الدنيا وحب الله ورسوله ، وهذا الذي يستشف من هذا الرجل الفاضل وحياته وطرقه ، ونسأل له من الله الرحمة وأن يكون من المرضيين عنهم .
وعندما نتكلم عن حسن البنا ، فنحن لا تكلم عن حركة الاخوان المسلمين وأفاضلها ، با سنفرد له موضعا بإذن الله تعالى ، ونذكر ما لهم ، وما عليهم ، ولا ينكر عاقل دورهم الفاضل مع ما كان لهم من أخطاء بسيطة احيانا ، أو أخطاء لا تنبغي لرجال أمثالهم ، أو أمورا فعلوها شكلا كي يغلب في النهاية الجوهر .
ونحن وعندما ننقد فهو ويعلم الله أنه لوجه الحق والحقيقة ، ولكشف غشاوة قد تجعل المتبع لايرى سوى المقامات من الرجال ويغفل عن أمور لا تنبغي في حركة اسلامية قامت لله ورسوله ودينه .
وكثيرا ما وقع المسلمين في انتكاسات وهي قد حيكت لهم على مر عصور وأجيال وبتخطيط خبيث دقيق ، وحين تحين اللحظة ويتربصون بنقطة ضعف فيبثوا كيدهم ومكرهم ، ويظنون كأنهم ضربوا الاسلام في مقتل ، ولكن الاسلام صرح شامخ وفيه رجال غيورون ، فتهب شخصيات إسلامية فذة لها بصيرة وعلم وأيمان قوي ولا يغرهم ولا يخدعهم مكر السوء والهش والآفك ، فيهب هؤلاء العلماء لانقاذ عامة الناس من المخطط السيء والكيد الخبيث ، فيظهرون للناس ويبينون لهم الحق عن الباطل ويبرزون رفعة الاسلام وحكمته وهدفه النبيل ، ويظهرون لهم الكيد والمكر السيء الذي حيك للإسلام والمسلمين .
وقد ظهر أمثال هؤلاء على امتداد العصر الاسلامي .
وأول ما نذكر من الهجمات الخبيثة لحرب الاسلام والتجني عليه ، وحرب الرحمة للعالمين فنذكرأولا حروب الردة ، ومسيلمة الكذاب ومن شابهه ، فكان الصديق رضي الله عنه هو البطل الصامد ورجل تلك المرحلة ، ولولا حزمه وايمانه العميق لحدث شرخ وتراجع في الاسلام !
فرضي الله عنه فقد كان له فضل عظيم ومعه جيل من الصحابة والتابعين المخلصين .
ثم ظهرت فرق تنكر الحديث فقام لهم رجال أمثال سفيان الثوري ورجال الحديث حتى قمعوا ضلال اولئك الخبثاء ، وظهرت التشيع وانتشر ضلاله وكذبه وتدليسه فتصدى لهم شيخ الاسلام وجمهرة من العلماء لهذه الموجة الخبيثة .
وفي عصر سابق انتشرت فلسفة الاغريق وكلامهم المخادع المزخرف والذي يدور في حلقة مفرغة ، فتصدى الامام لهم الغزالي وبين للناس عيوب تفلسفهم العقيم ، وكان بمثابة سد لصد تلك الافكار التي روجها أعداء الاسلام ، وكاد الغزالي نفسه أن يغرق ولكن الله أنقذه .
ثم جاء التتار فقام سلطان العلماء العز بن عبد السلام فشحذ همة الأمة ، ورد الأمور إلى نصابها ، حتى عد(وهذا من الحق والشرع) فعد أمراء المماليك أنهم ملك للدولة وأنه يجب أن يدفع اثمانهم لبيت مال المسلمين ، وهذا قبل أن يُجمع المال من عامة المسلمين وكي يُدعم الجهاد ضد التتار المتوحشين ، وهكذا جهز قطز رضي الله عنه وعن كل المؤمنين وعلمائهم جيشا ملئ بالحق والعقيدة ، ثم زودوه بالسلاح والعتاد ، فأنتصر المسلمون في اعظم ملاحم التاريخ وأشرسها وعلى قوة خوفت الناس على شتى انتمائهم وفتكت بهم ، ولولا شجاعة المسلمين لسادت البربرية العالم ، ولمكث المغول في عنفوان التوحش دهرا طويلا ، ولكن المسلمين كسروا شوكة توحش المغول وهمجيتهم ضد الناس جميعا ، وحتى ضد المغول أنفسهم ،وأذهب الله غيظ قلوبهم(أي التتار والمغول) ودخلوا في دين الله أفواجا .
ثم كانت الحروب الصليبية الدائمة على ربوع المسلمين ، وتصدى لها أبطال كثر وعلماء أفذاذ ، فتوقفت الحملات الحربية .
ولكن بعدها فقد تكون عند الصلييين حرب فكرية وغزو فكري ضد المسلمين .
والحرب الفكرية كانت هدفها طعن الاسلام من الداخل وتشويهه ، ثم كان من الكيد العبث والنقد اللاذع للخلافة في عقر دارها (الاستانة وتركيا اليوم)حتى تكونت أفكارا علمانية داخل الجسد التركي العثماني ، وكانت قد اصبحت فرنسا وبريطانيا ودول أخر أوروبية قوى عالمية ، وقفزت أوروربا قفزة علمية ، فاستغلتها وهذا كي تحط من قدر الاسلام والمسلمين والدعاية للتغريب المغلف بالعلم المادي ولكنه محشو بالانحلال الخلقي ، وقد انصاعت الخلافة العثمانية لبعض شروط أروربا وعلمانيتها ،وما يدّعون أنه اصلاحات ، وغدت الخلافة العثمانية تسمى بالرجل المريض ، وما عادت لتقوى أن تقف أمام بهرجة الغرب وأمام سلطانها الدنيوي بما اكتسبوا من وسائل ، واكتملت خيوط المؤامرة على الاسلام بما ملك الغرب من تقدم في الوسائل كانوا قد تعلموا أسسها عن المسليمن ، واكتملت خيوط المؤامرة بالغزو الفكري والسيطرة على قلوب ناس مسلمين قد استهوتهم دنيا الغرب ، ثم كانت حرب شعواء على تشويه الاسلام .
فاكتملت خيوط المؤامرة في بداية القرن السابق ، وتضافرت جهود أوربا من جميع الاتجاهات ، من قوة عسكرية وتقدم ملموس في الوسائل وبم جندوا من علمانيين مسلموين إسما ، ثم وفي هذه الحرب المستمرة على الاسلام ، والتي في هذه الحقبة تمثلت بدءا بحرب فكرية وزرع الاكاذيب بين الناس عن الاسلام ، ثم وصم الاسلام بالتخلف .
فكانت ثمرة الكيد الغربي بسقوط الخلافة العثمانية والتي كانت قد تضعضت بسبب بُعد بعض ولاتها عن الاسلام ، ثم انبهارهم ببعض مظاهر الغرب عن جواهر الاسلام .
فسقطت الخلافة وعلى يدي رجال من قلب الدولة ! ومن رجال مسلمين(أتراك) الذين طغت على قلوبهم اروربا ودنياها الخادعة ، فهم انخدعوا بقشور وضاعوا بها وحادوا عن الجوهر والنفيس .
فكان لهذه المرحلة رجال ثاروا وغاروا على دينهم ، دين الاسلام ، وكان هؤلاء علماء مبصرون فشمروا ذراعهم لرد كيد الكائدين وفضح الدجل والكذب الذي وصمه به أعداءه وأرادوا من ذلك نزع المسلمين من دينهم .
فتصدى رجال أمثال حسن البنا لهذه الحملة المسعورة ، ولو لم يكن لحسن البنا فضل سوى ذلك ، لكفاه فخرا كبيرا وأجرا عظيما .
وحسن البنا كان من رجال الدين ، ومن رجال الغيرة على دين الله تعالى ، وكان من الزهاد والذي لم تغره دنيا قبيحة ذميمة ، بل رأى الجواهر في الحق ، وما غره ثياب مزركشة القوها على عجوز(وهي الدنيا)!!
بل حسن البنا ولحبه لله ولرسوله

فنرى في سمة بعض التصوف عند البنا حبا في الانخلاع من ربقة الدنيا وخبث أصحابها وفيها حب وغيرة على الاسلام .
ونحن هنا وكما تعلمون لا نؤيد الصوفية وما بني عليها من بدع ، ولكن الدين حث على الزهد في الدنيا وعدم التعلق بمتاعها ، فكان حسن البنا رحمه الله تعالى من الرجال الذين أرادوا الرجوع لأصالة الدين وعدم التعلق بالدنيا ، فهو أحب التصوف صغيرا لأنه كان حينها يمثل التفرغ للدين دون النظر إلى الدنيا ومع الرغم من أن من أهداف التصوف التي يزرعها الضالون هو فصل الدين عن الحياة !! فرب هذه الضارة(فصل الدين عن الحياة) في تلك الفترة الحالكة كانت نافعة ، فحسن البنا رحمه الله تعالى أراد الرجوع إلى الدين المحض ولو خالطه بعض طقوس يفعلها الكثير بحسن نية .
وشمر البنا ذراعه لنصرة الاسلام والمسلمين ، ولنصرة الدين ، فصار يتجول بين تجمعات المسلمين مقاهيهم ويدعو الناس إلى الثقة بالاسلام ، ويدعوهم ويظهر لهم محاسن الاسلام ونوره العظيم وحكمه وأمره الرشيد وأنه اصل كل خير ، ويبين لهم دجل أعداء الاسلام والذين يريدون تشويهه ، وبين لهم أن لاسلام هو رفعة للإنسانية ، وهو الذي يضع الناس في الانسانية الحقة .
فقام حسن البنا ورافقه مسلمين وعلماء قد أحزنهم ما يكاد للإسلام فقاموا يبثون الحياة في نفوس المسلمين ويرجعونهم لثقتهم بدينهم ولعقائد الحق .
وكان حسن البنا مثال الرجل الخلوق ، والرجل الي أهمه الدين ونصرته ، ولو كان قد جنح لفرقة صوفية فهو ليس لهدف الجهال الذين يعبدون الطقوس ، ولكن الرجل كان فيه نزعة زهد في الدنيا وقرب من اللدين والتجرد لله تعالى ، فلم يبدر منه جهالات المتصوفة ، ولكن هدفه حاشاه نزع الدين عن الحياة ، فكان حسن البنا رجلا أعاد المسلمين لدينهم واعاد لهم ثقتهم في دينهم ، في محنة أراد منها الشر هدم الدين وطمس معالمه ، وتدخل سفراء دول كبرى لدى حكومة نصر لحرب حسن البنا وما بنى من رجال وعزة داخل المسلمين ، فلولا صدق دعوته وخطرها على أعداء الدين لما هبت تلك الدول وبعدما لاحظت فشل خططها .
ولو قال قائل أن للإمام حسن البنا أخطاء ، فهي أولا لم تكن بنية البدعة أو العد عن الدين حاشاه ، ولو كانت له أخطاء يعدها الناس اليوم اخطاء فله فضائل وعمل كبير قام به وتصدى لهجمة خبيثة لو أنه تغلغت كثيرا لكانت نتائجها أشد من ذلك .
ولكن ذلك الرجل الفاضل قام بعمل قوي وصادق ، ولو كانت له أخطاء لا تعد ومنها حسن نية للدين ، فلا يخلو إنسان من خطأ ، غير من عصم الله من أنبياء ، والمسلم يحتاج لروحانيات ولكن بغير بدع قد تشط وتكبر وتبعد المسلم عن جوهر الدين .
وكان حسن البنا رحمه الله تعالى من الرجال الذين أرادوا الدين خالصا وأرادوا له العزة ، فهو وإن كان تجرد مع قوم في لحظات عن الدنيا فهو حبا في الدين وانغماسا ببعض روحانيات قريبة جدا لأهل اللسنة والجماعة ، وتكاد تكون نفسها ، لولا أمورا لا بأس بها ، ولكن الاجدر بالمسلم أن يدع ما لا بأس به خوفا مما به بأس .
وكان حسن البنا مثال الرجل الذ طلق الدنيا وتجرد للدين نصرته ، وهو ممن عملوا لجوهر الدين الحق ونصرته ، وتللك الأمور التي غذت نفسه غي زمن غربة من الدين فهي ليست لوحه الطقس المبتدع أو الذ لاباس به بل لوجه بغض الدنيا وحب الله ورسوله ، وهذا الذي يستشف من هذا الرجل الفاضل وحياته وطرقه ، ونسأل له من الله الرحمة وأن يكون من المرضيين عنهم .
وعندما نتكلم عن حسن البنا ، فنحن لا تكلم عن حركة الاخوان المسلمين وأفاضلها ، با سنفرد له موضعا بإذن الله تعالى ، ونذكر ما لهم ، وما عليهم ، ولا ينكر عاقل دورهم الفاضل مع ما كان لهم من أخطاء بسيطة احيانا ، أو أخطاء لا تنبغي لرجال أمثالهم ، أو أمورا فعلوها شكلا كي يغلب في النهاية الجوهر .
ونحن وعندما ننقد فهو ويعلم الله أنه لوجه الحق والحقيقة ، ولكشف غشاوة قد تجعل المتبع لايرى سوى المقامات من الرجال ويغفل عن أمور لا تنبغي في حركة اسلامية قامت لله ورسوله ودينه .