إن أكثر شيئ يزين الانسان دينه ، فكل شيء يبلى من الدنيا غير الدين ، والدين نضارة في الصغر وفي الكبر ، والدين حفظ لكرامة المرأة وحقوقها ، والمرأة المسلمة والمحتشمة ولو كانت كبيرة السن فنرى منها الوقار والهيبة والخشوع ، ونرى نضارة الايمان في وجهها ، وترى نفسها مشرقة وناصحة ودالة على كل خير .
والله تعالى مدح الناسء الصالحات فقال :
( فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله )
وهذا وصف للنساء والمرأة الصالحة ، وقد ذكر الطبري في تفسيره ( بيّنا معنى " القنوت " فيما مضى ، وأنه الطاعة ، ودللنا على صحة ذلك من الشواهد بما أغنى عن إعادته .
[ ص: 295 ] وأما قوله : حافظات للغيب فإنه يعني : حافظات لأنفسهن عند غيبة أزواجهن عنهن ، في فروجهن وأموالهم ، وللواجب عليهن من حق الله في ذلك وغيره كما :
9323 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : حافظات للغيب يقول : حافظات لما استودعهن الله من حقه ، وحافظات لغيب أزواجهن . ) .
والقنوت هو قمة الاخلاص وقمة التوجه لله تعالى ، فلا يعقل من إمرأة قانتة أن تكون عاصية لزوجها أو ناشز ، أو غير حافظة له في الغياب وفي الحضور ، أو أ، تكون المرأة ومعاذ الله على خلق سيء ، فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله تعالى .
ويروي أبو داوود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " خَيْرُ النِّسَاءِ الَّتِي إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهَا سَرَّتْكَ ، وَإِذَا أَمَرْتَهَا أَطَاعَتْكَ ، وَإِذَا غِبْتَ عَنْهَا حَفِظَتْكَ فِي نَفْسِهَا وَمَالِكَ ، قَالَ : وَتَلا هَذِهِ الآيَةَ : الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ سورة النساء آية 34 إِلَى آخِرِ الآيَةِ " .
وهذه خير صفات واعظمها للمرأة المسلمة ، والمسلمون خير أمة أخرجت للناس .
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا صَلَّتْ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ ) وقد رواه رواه أحمد وغيره ، وحسنه الألباني .
فما يمنع إمراة بهذه الصفات من دخول الجنة وهي مخلصة دينها لله عز وجل .
بل أن الرسول صلى الله عليه وسلم أن المرأة الصالحة هي من السعادة ، وليس فقط لزوجها ، بل لنفسها ايضا فهذه هي المرأة الفاضلة والمعتبرة والتي يحبها الله ، وهي سعادة لبيت ترعاه ، وهي سعادة لصغار تربيهم وتحنو عليهم وتعلمهم الفضيلة ، والمرأة عضو من المجتمع المسلم فصلاحها من سعادة المجتمع الفاضل والكامل وسلامة كينونته .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ( أَرْبَعٌ مِنَ اَلسعَادَةِ : الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ ، وَالْمَسْكَنُ ألوَاسِعُ ، وَاَلجَارََُُّ الصَّالِحُ ، وَالْمَرْكَبُ اَلهَنِيءُ ، وَأَرْبَع مِنَ اَلشًقَاوَةِ : اَلْجَارُ السُّوءُ ، والمرأة اَلسُّوءُ ، وَالْمَسْكَنُ اَلضيقُ ، وَالْمَرْكَبُ السُّوءُ ) .
رواه ابن حبان وصححه الألباني .
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يتخذ المؤمن من زينة وفضل :
فَقَالَ : لِيَتَّخِذْ أَحَدُكُمْ قَلْبًا شَاكِرًا ، وَلِسَانًا ذَاكِرًا ، وَزَوْجَةً مُؤْمِنَةً تُعِينُ أَحَدَكُمْ عَلَى أَمْرِ الْآخِرَةِ .