إعلان

Collapse
No announcement yet.

الكفرة الفجرة

Collapse
X
 
  • فرز
  • Time
  • إعرض
Clear All
المشاركات الجديدة

  • الكفرة الفجرة

    يقول الله تعالى في سورة عبس عن الكافرين : ( وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) ترْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُولَٰئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42) ) .
    فمن هم الكفرة ؟
    الكفرة هم الذين كفروا بكل حق وكفروا بالله ورسوله وحقائق الإيمان الحق ، فالكافر ولو يقيم وزنا لبعض مصالح مستفيد منها فليس هو من وجه اعترافه بالحق ، بل هو يختار الذي يغره ويجلب له العاجلة ، فهو لا يرغب بالأمور الحقة والمستحقة والباقية ، بل هو يكفر بما هو ليس حاضرا أمام ناظره وأمام شهواته ، وكل شيء ليس موجودا فيه متعة وشهوة غير منضبطة فهو لا يريده وهو كافر به .
    والكافر لغة هو الذي يغطي ويعمي على حق موجود وينكره ولا يبتهج ويفتخر سوى بالمتع الحاضرة والمتاع العاجل ويرى نفسه ملكا في ذلك ولو كان جله من حرام ومن غير حق ، ثم هو منتشى مستكبر وفرح بمتاع زائل ويرى نفسه الحصيف وغيره غبي لا وزن له ، وهو لا يدري أنه غدا سيكون في حسرة وندامة .
    وليس هذا فقط ! أنه منكر وفرح بنفسه ومنتشي بغباءه ولكنه يسخر من غيره ويلمزه وقد غره العاجل وصار له هو الواجهة الثابتة القائمة التي لا واجهة ولا حقيقة غيرها .
    ثم وهو من كفره فهو لا يكفر فقط بالحق !! بل يفجر في كفره ، ولكن كيف ؟
    فهو ومن كفره فهو يكذب ويفتري ويقول الكذب والزور على الحق وعلى رسالات الله تعالى التي هي حكمة كلها .
    فمن فجوره فهو لا يترك فقط أن يكون كافرا وحسب بل صار عوجه كأنه الاستقامة وصالرت الاستقامة والحق عنده مسخرة ومادة للتبجح عليها !! ولكنه لا يدري غدا أن تبجحه يود لو أن بينه وبين إفكه وفجوره أمدا بعيدا ، وترى وجه مسودا من سوء عمله وكذبه وتبجحه ، وترى وجه مقترا وقلبه هواء ونفسه حسرة وندامة وذل ، وهذا بعد كان كاذبا متبجحا ومستكبرا وظن أن لن يحور ولن يرجع لربه وظن أن الله ليس قادرا على أن يرجعه ثم يوفيه حسلبه ويتمنى أن يكون ترابا ، ويقول الله تعالى : ( إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ* ) وعن اطبري : يقول تعالى ذكره: إنّ هذا الذي أُوتي كتابه وراء ظهره يوم القيامة، ظنّ في الدنيا أن لن يرجع إلينا، ولن يُبعث بعد مماته، فلم يكن يبالي ما ركب من المآثم؛ لأنه لم يكن يرجو ثوابًا، ولم يكن يخشى عقابًا، يقال منه: حار فلان عن هذا الأمر: إذا رجع عنه، ومنه الخبر الذي رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في دعائه: " اللَّهُمَّ إنّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الحَوْرِ بَعْدَ الكَوْرِ" يعني بذلك: من الرجُوع إلى الكفر، بعد الإيمان .
    ألا يستحق هذا الكافر والذي فجر في كفره فكذب وافترى وتمطى وتبجح وسخر من الحق سخرا كبيرا واستكبر استكبار وحتى ولا يتكلم عن الدين وأهله إلا من انفه وكبره وغروره ! ألا يستحق هذا عذابه يمحقه ويذله ويرديه العذاب والهوان والاذل وتذويق العذاب الأليم على كفره وفجوره ؟!

Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎